الشيخ ابن بيه: الحروب المشتعلة اليوم لا تسمى جهادا

سبت, 06/06/2015 - 12:12

في حوار مع قناة السي ان ان CNN  قال العلامة عبدالله بن بيه  - رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة- أن العالم الإسلامي يشهد عنفا شديدا، وهو في كثير من الأحيان عنف أعمى لا يميز  بين الأعداء والأصدقاء. وهذا العنف نتيجة ، ظروف متنوعة منها مظلوميات تاريخية، وفيها فقر وبطالة، وفيها حالة

سياسية واجتماعية، وفيها عنصر ديني متطرف. وفي جواب على سؤال عن الحروب التي يسميها أصحابها جهادا في الدول الاسلامية أجاب العلامة ابن بيه : هذه الحروب المشتعلة في العالم الإسلامي، نحن لا نسميها جهادا، بمعنى أن مفهوم الجهاد لا ينطبق على هذه الحروب، وبالتالي العمل الذي نقوم به مع العلماء هو توضيح مفهوم الجهاد، لأن الجهاد له أسباب وشروط وموانع. وأكد العلامة ابن بيه أن مايجري في الدول الاسلامية هي حروب أهلية حروب داخلية بين عناصر مختلفة قد تكون تستنجد بأسباب دينية، وميز الشيخ بين الاعتداء المحرم   رد العدوان عن النفس وهو مشروع وفقا للشرائع السماوية والمواثيق الدولية.   وجوابا على سؤال عن انطباعه عن اقتباس الرئيس الامريكي أوباما جملة من كلامه أثناء خطابه امام الأمم المتحدة  قال العلامة ابن بيه :  أعتقد أن أوباما استشهد بهذا في سياق السلام، ولم يستشهد به في سياق الحرب، بل هو يريد أن يقول: إن الإسلام دين سلام، وأن أحد علماء الإسلام قال: الحرب على الحرب، الحرب على الحرب معناه السلام ضد الحرب، وليس معناه الحرب، ليس معناه القتل، فهذا هو الذي قلته .وبناء على أن أوباما قاله في سياق جيد وهو سياق السلام، فلا بد أني متفق معه في هذا. وفي جواب على سؤال عن كيفية مواجهة التيارات المتطرفة وهل يكون بتجفيف منابع التدين.   قال العلامة ابن بيه : أن العلماء لا بد أن يشكلوا تيارا لمواجهة تيار العنف، لأن هذا التحدي هو تحدي وجودي. وبين الشيخ أن علاج التطرف لن يكون إلا من الإسلام نفسه، ومن نفس اللغة التي يستعملها المتطرفون. ونرى أنه لن تكون الإجابة على التحدي من خارج الدين الإسلامي، بل ستكون من صميم الدين الإسلامي .   وفي جواب على سؤال عن مايزعم من أن العلماء منفصلين عن الشباب  قال العلامة ابن بيه : هذا فيه جزء من الحقيقة، لكن أيضا له أسبابه أيضا، والعلماء هم أيضا يحتاجون إلى مراجعات فكرية فيما بينهم، العلماء يحتاجون إلى فضاء ليعلنوا فيه فكرهم، فهم  من جهة يحتاجون إلى مراجعة لعلمهم ونفسيتهم، ومن جهة أخرى يحتاجون إلى فضاء ليتحركوا فيه ليقدموا فيه رؤاهم، ليبحثوا فيه عن الحقائق، وليقدموها للجمهور،فالعلماء إلى حد ما أو بشكل ما عندهم شيء من العجز، لكنهم أيضا قادرون إذا هم تعبأوا، وهم وحدهم الذين يستطيعون أن يواجهوا هذه الأفكار، وأكد العلامة ابن بيه أن الأعمال العسكرية لا تكفي لمواجهة هذه الأفكار المتطرفة. قائلا : يمكن أن تقضي اليوم على جماعة، لكن ستنبت جماعة أخرى، الحلول هي فكرية، هي مجتمعية، هي حلول شاملة، فلا بد أن يواكب العلماء هذا الوضع الجديد حتى يقدموا رؤيتهم، حتى يقدموا دواءهم من صيدلية الإسلام.   وذكر العلامة ابن بيه: أن مسألة العنف هي مسألة...ظرفية، و...تتطور في العالم...من مرحلة إلى أخرى، ومن شعب إلى آخر ومن بلد إلى آخر، ومن فلسفة إلى أخرى، قبل...40 سنة كان الناس يتحدثون عن العنف الشيوعي بناء على الفكر الماركسي، وفي أمريكا نشأت الماكارثية بناء على هذا العنف، وكان العدو للحضارة هو الشيوعية، قبل ذلك كان العدو للحضارة هو النازية القومية، .   وجواب على سؤال عن أن الغلو هو سبب العنف وفشوه بين أهل السنة في هذه الحقبة من التاريخ  قال العلامة ابن بيه أنه لايمكن أن نقول: العنف نشأ فقط بسبب الغلو، بل هناك مظالم، مظالم تاريخية، وبناء أيضا ربما أحيانا على عدم قدرة القيادات السياسية على ضبط بعض الأفراد،.وعدم قدرة التعليم أي...المؤسسات التعليمية على إيجاد صيغة فكرية ناضجة تتجنب العنف رغم المظلوميات ورغم الإشكالات،   وحذر العلامة ابن بيه من تخصيص اتهام أهل السنة بالارهاب قائلا :العنف ليس خصيصا بالسنة، أريد أن أقول ذلك، الآخرون أيضا عندهم عنف، لكنه عنف منظم،أي عليه رقابة، منظم، إذن كون هذا الأمر ينسب للسنة هو ظلم لهم، وليس صحيحا، فالعنف عند السنة وعند غير أهل السنة، الفرق فقط هو أن عنف غير أهل السنة عنف مراقب، وعند أهل السنة عنف منفلت، فيوجد إرهاب في كل المذاهب وكل المشارب، في الإسلام وفي غير الإسلام. ووصف ابن بيه الدين بالطاقة قائلا : الدين هو كالطاقة، إن استعملته للخير زرعت به الأرض، وإن استعملته للشر عملت به قنابل نووية، الدين هو هكذا، فعلينا ألا ننظر في اللحظة الحاضرة، اللحظة الحاضرة صحيح علينا أن نواجهها، لكن علينا ألا نحكم حكما عاما لنقول: إن أهل السنة هم هكذا دائما، أو الإسلام هو هكذا دائما، لا، ألا نحكم على دين من خلال لحظة من التاريخ، فهذه القضايا هي قضايا فصلية، موسمية، بناء على أسباب، هذه الأسباب منها مظلوميات،   ونبه الشيخ ابن بيه أن الأمم المتحدة فشلت في أن تحل كثيرا من المشكلات، فشل الأمم المتحدة والعالم كله عن...إزالة المظالم، وفشله في التنمية الاقتصادية، هذا أيضا من أسباب العنف. وفي سؤال ختامي عن مايتهم به اليمين الأمريكي الشيخ من أنه أفتى بقتل الأمريكيين عام 2003 . أجاب العلامة ابن بيه أنه لم يفت بقتل أحد، قائلا : "أنا أفتيت بالحياة، ولا أفتي بالقتل"  غير أن الشيخ قال :بأنه قد توجد ربما بعض القرارات في مؤتمرات تستنكر الاحتلال الأمريكي أو الإسرائيلي، وأعتقد أن استنكار الاحتلال ليس فتوى بالقتل.

موقع ابن بيه